تدخل اللغة في بنية كثير من المعارف، وتؤسس للكثير من الأفكار وتوجه كثيراً من النظريات وتسهم في تحديد الكثير من الهويات؛ فالمعارف الحديثة نشأت في ظلها وبالموازاة معها علوم ذات طبيعة لغوية، ففي علم الاجتماع نجد علم الاجتماع اللغوي وفي علم النفس نجد علم النفس اللغوي، وفي الأنثروبولوجيا نجد الأنثروبولوجيا اللغوية، وفي الفلسفة نجد فلسفة اللغة والفلسفة التحليلية والتداولية، وفي الفقه نجد اهتماماً يعلم ا اللغة ودلالاتها ومقاصدها كما عرضت في أصول الفقه، وفي علم الحاسوب نجد اللسانيات الحاسوبية وفي الاقتصاد نجد الاحصاء اللغوي، وفي الفيزياء نجد علم الأصوات اللغوية، وفي الطب أمراض الكلام حتى إن اللغة لتبدو لصيقة بكل ما ينجزه الإنسان مادياً أو معنوياً؛ بحيث إنها تنشأ جنب كل علم معرفة ذات طبيعة لغوية.